وصل المشتبه فيه بشن هجوم نيس يوم الخميس 29 أكتوبر 2020 ابراهيم العيوساوي إلى فرنسا عشية الاعتداء وهو أصبح متدنيا قبل سنتين تقريبا على ما تفيد عائلته المتواضعة الحال التي تقطن حيّا شعبيا في ولاية صفاقس
يقول شقيقه ياسين “هذا غير عادي” مبديا استغرابه من سرعة وصول ابراهيم (21 عاما) وقيامه بالهجوم.
تروي الأم قمرة باكية لمراسل وكالة فرانس برس “عندما قطع دراسته من المعهد عمل في محل ّلإصلاح الدراجات النارية”.
وقُتل في هجوم الخميس في إحدى كنائس كنيسة رجل وامرأة بطعنات على يد التونسي ابراهيم العيساوي وتوفيت امرأة أخرى متأثرة بجروح بالغة أُصيبت بها، في حانة قريبة لجأت إليها.
تجلس والدة منفذ عملية نيس وشقيقه في بيتهما المتواضع تجيب على أسئلة الصحافيين وعلامات الصدمة والذهول الشديدين بادية عليهما من هول ما قام به ابراهيم العويساوي.
ولد ابراهيم في عائلة تتكون من سبع بنات وثلاثة شبان في حيّ شعبي بالقرب من منطقة صناعية في محافظة صفاقس حيث البنية التحتية شبه معدومة.
وتؤكد قمر أن ابنها “جمع 1100 دينار إلى 1200 دينار وأنشأ كشكا لبيع البنزين” على غرار الكثير من الشباب في المنطقة الذين يسترزقون من هذه المشاريع غير القانونية.
بدأ ابراهيم يلتزم الصلاة ويرتاد المسجد خلال السنوات الأخيرة.
وتقول الوالدة بحسرة “منذ عامين ونصف العام أصبح يؤدي الصلاة ويتنقل فقط بين العمل والجامع والبيت ولا يجالس أحدا” من أبناء الحيّ.
– من المخدرات إلى التدين
وتتابع “كان قبل ذلك يشرب الخمر ويتعاطى المخدرات …كنت أقول له لماذا تنفق أموالك ونحن محتاجون”، وكان يجيبها “إن هداني الله فسوف يهديني لروحي”.
حاول ابراهيم الهجرة بطريقة غير قانونية مرات عدة إلى أن نجح في ذلك. وعند وصوله إلى إيطاليا في محاولته الأخيرة قبل شهر ونصف الشهر أخبر العائلة انه عمل في قطف الزيتون على ما يقول شقيقه.
وأبلغ ابراهيم العائلة بوصوله الأربعاء إلى فرنسا للبحث عن عمل.
ويروي ياسين “وصل البارحة (الأربعاء) إلى فرنسا في حدود الساعة الثامنة ليلا…كان في إيطاليا وعمل في الزيتون ثم قرّر الذهاب الى فرنسا بحثا عن عمل”.
شرع القضاء التونسي التحقيق مع أفراد عائلته. ويقول نائب وكيل الجمهورية بالمحكمة الابتدائية بتونس محسن الدالي لوكالة فرانس برس إن المشتبه فيه “ليس مصنفا إرهابيا لدى السلطات التونسية وغادر البلاد بطريقة غير قانونية في 14 سبتمبر الفائت ولديه سوابق قضائية في أعمال عنف ومخدرات”. .
تؤكد العائلة انها لم تكن على علم بمشاريع ابنها الذي وصل كغيره من آلاف التونسيين الى جزيرة لامبيدوزا بطريقة غير قانونية بحثا عن مستقبل أفضل وهروبا من بطالة وأزمة اقتصادية في بلدهم.