حقيقة القمر الاصطناعي التونسي بين التوظيف والمغالطات والجهل الإعلامي

من المتوقع إطلاق القمر الاصطناعي التونسي «تحدي واحد” في الأيام القليلة القادمة بعد تأجيل إطلاق الصاروخ الروسي اليوم من قاعدة كازاخستان بسبب سوء الأحوال الجوية.

وحامت العديد من المغالطات حول حقيقة هذا الحدث وتحول إلى جدل عقيم بين من يرى أن هذا الحدث يجب أن يكون فخرا لكل التونسيين وبين من يرى أن الحدث وقع تهويله.

المؤسف في الأمر أن جل الصحافيين انساقوا في هذا الجدل المقرف دون محاولة البحث عن الحقيقة والمعلومة الصحيحة أي دون القيام بعملهم. بل كانت كل مواقفهم مبنية على حسابات سياسية ضيقة نظرا للانتماء السياسي للسيد محمد فريخة صاحب المشروع.

أردنا بهذا المقال تصحيح بعض المغالطات حول هذا الحدث

الخلط بين الصاروخ والقمر الاصطناعي

لاحظنا العديد من الصور المفبركة على مواقع التواصل الاجتماعية فيا علم تونس على الصاروخ. هذه مغالطة الهدف منها جعل المتلقي يعتقد أن تونس تطلق الصاروخ وتضع القمر على المدار (la mise sur orbite). هذا غير ممكن في الوقت الحالي وتبقى هذه التكنولوجيا الضخمة حكرا على بعض الدول العظمى. مجمع تالنات اشترى هذه الخدمة من وكالة الفضاء الروسية، مجمع تالنات صنع القمر وهو جهاز اتصالات لاسلكية لا يتجاوز وزنه خمسة كغ متخصص في انترنات الأشياء (internet of things)

القمر التونسي الوحيد الذي سيتم اطلاقه

مغالطة الرحلة الفضائية سترسل العشرات من الأقمار من بينها القمر التونسي

تونس أول دولة إفريقية ترسل قمر اصطناعي

غير صحيح عديد الدول الافريقية أرسلت منذ سنوات أقمارا ومنها السودان ورواندا ومصر وإثيوبيا وجنوب أفريقيا ونيجيريا وأنغولا وغانا وكينيا والمغرب والجزائر

تكنولوجيا تستعمل لأول مرة

مغلطة أخرى أو بالأحرى تعويم. القمر يستعمل بروتوكول اتصالات لورا (LoRaWAN) وقع تصميمه في مخابر جامعة غرونوبل الفرنسية. التكنولوجيا الجديدة هي فقط هذا البروتوكول وقد وقع استعمالها في عديد الدول منها ايطاليا و فنلندا و بريطانيا

كل هذا لا يعني التقزيم من الإنجاز فالانجاز موجود و يستحق التشجيع لكن دون مغالطات و تضخيم و ضحك على ذقون التونسيين