تحصلت سجينة مودعة بسجن النساء بمنوبة على شهادة البكالوريا، في شعبة الآداب بمعدل 10،32، وذلك بعد اجتيازها الاختبارات بمركز الامتحان الفرعي بالسجن المدني المذكور مع سجينة اخرى أجلت لدورك التدارك، وفق ما أفادت به رئيسة الدائرة الفرعية لشؤون المودعين بالسجن المدني في منوبة، ريم الشيتمي.
وأكدت الشتيمي في تصريح لوكالة تونس افريقيا للأنباء أن السجينة”س “، أصيلة أحد أحياء العاصمة، تبلغ من العمر 30 عاما، والتي كانت زارتها وكالة تونس افريقيا للأنباء في أول أيام الدورة الرئيسية بتاريخ 08 جوان المنقضي، للحديث عن تجربتها في اجتياز الباكالوريا خلف القضبان، علمت اليوم بنجاحها بعد ورود رسالة الكترونية على هاتف والدتها، بمبادرة من ادارة السجن التي مكّنتها من رقم التسجيل لتشريكها في تقبل النتيجة، فضلا على تمكينها من زيارة خاصة اليوم لمشاركة ابنتها فرحة النجاح.
السجينة (س)، التي أودعت السجن منذ ثلاث سنوات، أخبرت لوكالة تونس افريقيا للأنباء انها عادت لتحدي النجاح بعد عشر سنوات من الانقطاع عن الدراسة.. ، وبعد فشل في مناسبتين متتاليتين في 2011 و2012، على أمل تحصد الشهادة، في خضم التجربة التي سلبتها حريتها ولتستغلّ الفراغ الكبير في الزنزانة في المراجعة والمطالعة.
وأضافت انه بعد انقطاعها عن الدراسة، التحقت بدورة في التكوين المهني، ثم اشتغلت مدة أربع سنوات انتهت بإنهاء عقدها لتحال على البطالة، ولتزلّ بها القدم في 2019 ، أين أودعت السجن بحكم مطوّل كان في البداية 30 عاما ثم انخفض، بعد الاستئناف الى 10 سنوات.
وأكدت (س) أن المسؤولية تضاعفت لديها في خوض الامتحانات في السجن، اذ لا ينتظر نتيجتها والداها فقط، بل ادارة السجن وكل العاملين فيه وكل المودعات، في انتظار تحقيق حلمها بإتمام دراستها ونيل شهادة في اللغة الألمانية.
وأشارت في حديثها عن حلم حياتها بعد الباكالوريا، الى نيتها دراسة اللغة الألمانية والحصول على شهادة علمية في الغرض تمسح دموع والدتها التي تعبت كثيرا نتيجة دخولها السجن، ومحو الأحزان التي تسببت لها فيها.