أثار أمس الجمعة 28 أفريل 2023، إعلان دار الكتاب للنشر غلق جناحها “تعسفيًا” بمعرض تونس الدولي للكتاب في يوم انطلاقه، على خلفية عرض كتاب “فرنكنشتاين تونس” وسحب كتاب “فرنكنشتاين تونس” لكمال الرياحي جدلا كبيرا على منصات التواصل الاجتماعي .
وفي حديثه عن الكتاب، قال كمال الرياحي على صفحته بفيسبوك: “هو ليس رواية إنه كتاب في السياسة وتدبر الواقع التونسي”.
وقال مدير دار الكتاب للنشر، الحبيب الزغبي، في مقطع فيديو نُشر على صفحة دار الكتاب على فيسبوك، “تفاجأنا بحجز كتاب “فرانكشتاين تونس” وإغلاق جناحنا تعسّفًا ودون الاستناد إلى أي قانون، فضلًا عن ممارسة هرسلة رهيبة جدًا علينا من قبل الأمن وإدارة المعرض”، وفق تأكيده.
وأضاف: تم التعلّل بأن الكتاب لم يكن ضمن القائمة الأولية لمعروضاتنا، مع العلم أن كل الناشرين التونسيين لديهم كتب في المطابع ويتزودون بها خلال المعرض لأنه ليس ممكنا أن يصدر الجميع كتبهم في نفس الوقت، بَيْد أننا في كل الحالات كنا قد استبقنا الأمر خشية هذا التصرف من السلطة وأرسلنا قائمة تكميلية لإدارة المعرض بتاريخ 25 أفريل، تضم 5 عناوين من ضمنها هذا الكتاب، لكن ما راعنا إلا أن يتم التعسف علينا بسحب الكتاب وغلق جناحنا”، حسب تعبيره.
وأشار الحبيب الزغبي إلى أنه تم اتخاذ قرار من قبل اتحاد الناشرين والجامعة العامة للنشر وغرفة الناشرين واتحاد نقابات المكتبيين والموزعين، بغلق كل أجنحة الناشرين التونسيين، وذلك تضامنًا مع دار الكتاب للنشر.
وشدد مدير دار الكتاب على أن “معرض الكتاب هو ملك للناشرين وليس ملكًا لوزارة الثقافة، ولا يمكن أن يقع منع أي كتاب في تونس”، حسب رأيه.
وجاء في غلاف الرواية نقدٌ لما اعتبره دور الشعب التونسي في “صناعة الدكتاتور” أو “صناعة وحش من خيباته”، وفق تعبيره. وفيما يلي النص الذي جاء في الغلاف:
“قبل أن يشقى فكتور فرانكنشتاين، في رواية ماري شيلي، وراء وحشه، كان يعيش قلقًا وحزنًا بسبب موت أمه، فانهمك في العمل على أبحاثه ليصنع الوحش. إن مشاعر اليتم الخلاقة هذه هي نفسها التي كان يتخبط فيها الشعب التونسي قبيل انتخاب سعيّد، فقد فشل هذا الشعب في العثور على حل لتيهه التاريخي بعد إسقاط دكتاتور كان يعتقد أنه المعرقل الوحيد أمام إدراكه السعادة، فما هلّل هذا الشعب يوما لحاكم إلا وانقلب عليه، فلا نفعه الحقوقي والمناضل ولا حتى السياسي المحنّك. فلم يكن أمام هذه الحشود من الجماهير ومن لم يقتنع بأحد سوى صناعة وحش من خيباتهم؛ شخص لا يعدهم بشيء لأنهم ملّوا الوعود الكاذبة. لم يكن أمامهم إلا صوت ذلك الأستاذ السوريالي الذي لا يضحك أبدًا لكي ينتقموا من الكل، من السيستم الذي ظل مستمراً رغم تغير الوجوه والقادة”.