تنتظم الدورة الـ57 من مهرجان الحمامات الدولي من 08 جويلية إلى 12 أوت 2023، لتجدد اللقاء مع الجمهور الاستثنائي والعروض الحية التي تراوح بين المسرح والموسيقى والكوريغرافيا في برنامج متنوع تجتمع فيه تلوينات فنية متعددة تستجيب للذائقات المختلفة.
ويقدم مهرجان الحمامات الدولي لجمهوره عروضا يفتتحها المسرح بعرض ” برومثيوس- الكنغر الأزرق” الذي يجمع فنانين من تونس وإيطاليا ويناقش قضايا إنسانية وبيئية وجيوسياسية فيما يختتمها عرض يحتفي بالمدونة الغنائية النسائية ويكرم فنانات تونسيات تركن بصمتهن في الذاكرة الفنية.
وبين الافتتاح والاختتام تراوح البرمجة بين العروض التونسية والأجنبية وتحتفي بإبداعات الشبان ليكون الجمهور على موعد مع فنانين لفتوا إليهم الأنظار سواء في تونس أو العالم العربي على غرار “عزيز مرقة” و”مسلم” و”نورا منت سمايلي” و”نضال اليحياوي” وآية دغنوج” وغيرهم، بالإضافة إلى مجموعات موسيقية مبتكرة ومجددة على غرار “مسار إجباري”. ولعشاق الغناء العربي الموشح بمسحة من الرومانسية موعد مع حفلة للفنان صابر الرباعي والفنان مروان الخوري والفنانة ولاء الجندي ولمحبي “الراب” موعد مع عرض يجمع “جنجون” و”كازو”.
وترسخ البرمجة المتنوعة لمهرجان الحمامات الدولي مقاربته الفنية التي تعلي راية التجديد والاكتشاف وتحتفي بالثراء الموسيقي في تونس وفي العالم وتولي المسرح والكوريغرافيا أهمية في برمجته. ولاتخلو هذه البرمجة من الجانب الاحتفالي ولكنها أيضا تقدم عروضا حصرية وتتيح لجمهورها اكتشاف فنانين موهوبين من الخارج كما وتدعم الفنانين التونسيين ليشكل المهرجان مرة أخرى فلسفة تقوم على التنوع والاختلاف. عروض مسرحية وكوريغرافية من تونس وخارجها تناقش قضايا راهنة وتسائل اليومي الذي بات وتقدم أساليب إخراجية مختلفة، وعروض موسيقية تصدح فيها الموسيقات المختلفة من الموسيقى التقليدية التونسية إلى الموسيقى العربية الكلاسيكية إلى الجاز والفلامنكو والريغي والراب وغيرها من التلوينات.
أسماء تبوأت مكانة موسيقية مهمة في تونس وفي العالم العربي وبقية العالم تحضر على ركح مهرجان الحمامات الدولي في عروض يمتزج فيها الماضي بالحاضر ويتجلى فيها الحنين إلى موسيقى سنوات خلت. وإلى جانب الانفتاح على والتجديد يحرص المهرجان في برمجته على إحياء الذاكرة وتكريم فنانين تركوا أثرا في المدونة الموسيقية التونسية في عروض تجسّد التواصل بين الأجيال.
وقد عكست معلقة الدورة الـ57 للمهرجان فلسفته وتصوراته في تصميم استمد تفاصيله من خصوصية مدينة الحمامات وخصوصية المهرجان وجمهوره، تصميم تحضر فيه العناصر الطبيعية والمعمارية لمدينة الحمامات بأشكال هندسية تعيد تشكيل المكان على إيقاع البرمجة التي تحاكيه في ثرائه وانفتاحه. والمعلقة عبارة عن محاكاة للتماهي بين التلوينات المعمارية والطبيعية والثقافية لمدينة الحمامات وبين البرمجة التي تشمل فنونا تراوح بين المسرح والكوريغرافيا والغناء والموسيقى وأنماطا وتنويعات تنهل من بيئتها وتنفتح على بيئات أخرى. وتحيل ألوانها الحية المفعمة بالحياة والفرح إلى تأثيرات المهرجان في المدينة والحركية التي يخلقها كما تختزل هويته والفضاء الذي يحتضنه والجمهور الذي يرتاده كل سنة لينغمس في أجواءه التي تجمع بين الحميمية والخصوصية وتتيح له السفر بين عوالم مختلفة تستجيب للتطلعات المتعددة.