في ثاني سهرات مهرجان الحمامات الدولي حمل عرض “النغار” للفنانة آية دغنوج الجمهور في رحلة موسيقية تغوص في ثنايا الموروث الموسيقي للكاف بمشاركة العيساوية بقيادة الفنان محمد عبد الرحمان.
والنغار تصور فني بتوزيع من مروان الزايدي ينهل من المدائح والوصلات الغنائية التي تتغنى بالأولياء الصالحين في ربوع الشمال الغربي وخاصة الكاف كما يستلهم قصص الحب والعشق في الأغاني التراثية.
وعلى الركح صدح صوت آية دغنوج لينقل حكايات مختلفة عن الحب، الحب بين آدم وحواء والحب الروحي الذي يتجلى في الذكر والمدح.
الناقوز تكلم، وعالكركار، النسمة الكافية، أغاني تراثية رسخت في المدونة الموسيقية واستعادتها آية دغنوج على طريقتها في وصلة حافظت على هوية الأغاني وأصالتها وكلماتها المتفردة بباسطتها وعمق معانيها.
وفي وصلة حضرت فيها عيساوية الكاف خيمت أجواء مفعمة بالتخميرة وتصاعدت ألسنة البخور وعبقت رائحته في أرجاء المسرح وتراقصت الأعلام على إيقاع الطبول.
بومخلوف النغار المدحة التي استلهم منها العرض عنوانه، وباسم الله الرحمان، ونادانا، وماني وليدك، والبحري بومفتاح، مديح تعالى على الركح وتشكلت هالة من الصوفية.
وفي وصلة أخرى انغمست دغنوج من جديد في التراث الموسيقي لجهة الكاف على غرار يا سعدي جانا، وغيم العشوة، وعالولفي، وصب الرشراش، ويا طير الحمام، زينة زينة، جيبولي خالي، مرضى الهوى.
وفي حركة عرفان واعتراف بفنانين قدموا الكثير للذاكرة الموسيقية وحملوا التراث إلى مساحات أخرى، استحضرت سعاد محاسن ومليكة الهاشمي ومنذر الجبابلي، وهي خطوة استحسنها الجمهور الذي ردد معها كلمات الأغاني التي ارتبطت بالفنانة القديرة سعاد محاسن بحضور ابنها محمد علي النهدي الذي صعد الركح ورقص مع أية على أنغام أغاني والدته.
وإلى جانب الأغاني التراثية والمدائح غنت آبى من إنتاجها الخاص دايا يانا، وولد بلادي وهما أغنيتين لم تحد فيهما عن مشروعها الموسيقي الذي يستلهم من الأنماط الموسيقية التونسية.